في تقييم لطريقة تعامل واشنطن مع ما يجري في غزة، رأت بوابة "UnHerd" أن الولايات المتحدة تفقد مصداقيتها في العالم بوتيرة كارثية.
وتصف الصحيفة الإلكترونية خطأ السياسة الأمريكية حيال الصراع الإسرائيلي العربي بأنه يتمثل في أن الكلمات في البيت الأبيض منفصلة عن الأفعال، فيما الوعود الرنانة تبقى مجرد كلمات.
ليلى عبد اللطيف تكشف عن توقعاتها المثيرة لـ 3 أبراج فلكية.. من سيكون الأكثر حظًا في الأيام القادمة؟
تحذيرات عاجلة.. لا تقربوا هواتفكم مهما كنتم بحاجته خلال الساعات القادمة لهذا السبب
الصحيفة الإلكترونية تمضي أبعد من ذلك وتقول إن الولايات المتحدة أصبحت اليوم القوة الأكثر عجزا في العالم، لعدم تأثيرها وخاصة على الصراع في الشرق الأوسط، وأنها في العموم تدعم إراقة الدماء في فلسطين، وأن وضعها هش حيال هذه القضية.
الصحفي مكسيم ماكاريتشيف في بوابة "RG " بدوره يعتقد أن "خلافا متزايدا" حول مستقبل غزة يتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية في غزة تثير "تساؤلات حول الكيفية التي يجب أن يحكم بها القطاع الساحلي بعد انتهاء القتال، ما يكشف عن خلاف متزايد بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول هذه القضية".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤولين أمريكيين آخرين قد صرحوا بأن، إسرائيل يجب ألا تحتل قطاع غزة وأن الفلسطينيين يجب أن يحكموا القطاع.
هذا التصريح جاء في ضوء تزايد تشدد مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال هذه المسألة، وإعلانه مؤخرا "موقفا راديكاليا" فحواه أن إسرائيل ستفرض سيطرتها الكاملة على غزة "بعد تصفية حماس" ونهاية الحرب، وهي لا تنوي الاعتماد على قوات دولية كما جرى الحديث سابقا في بعض الأوساط.
أما جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض فقد أفاد الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة تجري "مناقشات نشطة" مع السلطات الإسرائيلية بشأن هذه القضية، إلا أنه امتنع عن الحديث عن نوايا إسرائيل المحددة.
هذا الحوار المتواصل بين واشنطن وتل أبيب، علّق عليه بول فريتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "هوفسترا" بالقول إن ما يجري بين الطرفين عبارة عن مساومة بين حليفين يسعيان إلى تحقيق أهداف مختلفة، مضيفا قوله: "هناك بالتأكيد خلافات خطيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلا عن دول أخرى في المنظومة الدولية، لكن مثل هذه الدبلوماسية الهادئة التي تجري يمكن أن تؤتي ثمارها".
تفجر الصراع حول غزة بطريقة كارثية ودموية أعاد القضية إلى أصل المشكلة والمتمثل في التوقف الطويل لجهود التسوية وتخلي الولايات المتحدة عن التزاماتها فيما تواصلت القبضة الحديدية الإسرائيلية في الضفة الغربية وحول القطاع بحصار مزمن خانق.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذا السياق رأى وجود "حاجة إلى مفاوضات جادة لحل مشكلة الدولتين".
مع ذلك المشاكل تراكمت من كل الجهات، بما في ذلك التساؤلات عن مدى قدرة إدارة بايدن على تولي مثل هذه المهمة الصعبة والمعقدة، في ضوء الشكوك بمدى كفاءة واستقلالية الرئيس الأمريكي، خاصة أن استطلاعا للرأي أجراه مطلع نوفمبر مركز أسوشيتد برس-نورك لأبحاث الشؤون العامة، قد أظهر أن ما يقرب من ثلثي الأمريكيين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الصراع بين إسرائيل وحماس، في حين أن 60 بالمئة من الأمريكيين الذين أخذت آراؤهم في العينة، غير راضين بشكل عام على الطريقة التي يؤدي بها بايدن وظيفته كرئيس للبلاد.
على الرغم من الضبابية والتعتيم والدعم المطلق الذي تحظى به إسرائيل رسميا في أوساط الدول الغربية، إلا أن أعدادا متزايدة من الخبراء تحذر من أن الولايات المتحدة وإسرائيل تخسران حتى الحرب الإعلامية حول غزة مع انكسار احتكار وسائل الإعلام الكبرى وظهور بدائل شعبية في الإنترنت.
موقع "defenseone" يستعين في هذا السياق متحدثا عن الكم الهائل من الأخبار المتناقضة المتداولة عن غزة، باقتباس شهير للواعظ البريطاني تشارلز هادون سبورجون من القرن التاسع عشر يقول: "يمكن للكذبة أن تسافر نصف العالم.. بينما الحقيقة مازالت تلبس حذاءها".