تصاعدت الازمة بين ولاية تكساس الامريكية والحكومة الامريكية الفيدرالية والبيت الابيض بقيادة الرئيس جو بايدن، لتتجاوز الانتشار العسكري لدبابات وقوات الولاية على الشريط الحدودي ومنع القوات الفيدرالية من الوصول، الى اشتعال النيران في عدد من المرافق.
وشهدت منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي تداول مقاطع فيديو، على نطاق واسع، تظهر اندلاع النيران في عدد من المرافق بولاية تكساس، بينها مقطع اعاد نشره السياسي ناصر الناصر، معلقا بأنه احد مشاهد " انتشار الاضطرابات في ولاية تكساس".
ليلى عبد اللطيف تكشف عن توقعاتها المثيرة لـ 3 أبراج فلكية.. من سيكون الأكثر حظًا في الأيام القادمة؟
تحذيرات عاجلة.. لا تقربوا هواتفكم مهما كنتم بحاجته خلال الساعات القادمة لهذا السبب
وقال الناصر في تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا) معلقا على الفيديو: "الإضطرابات تنتشر في ولاية تكساس" وإشتعال النيران في العديد من المزارع خلال الـ 24 ساعة الماضية، ويبدو أن الأمور تتجه نحو التصعيد".
يأتي هذا في ظل تصاعد ازمة تمرد ولاية تكساس، احدى اكبر الولايات الامريكية، مساحة وانتاجا اقتصاديا، على قرار المحكمة الامريكية العليا بالسماح لعملاء حرس الحدود الفيدراليين بإزالة حاجز الأسلاك الشائكة المثبت هناك بمبادرة من حاكم الولاية الجمهوري.
وتطالب الحكومة الأمريكية لإدارة الرئيس جو بايدن، الممثل للحزب الديمقراطي، حاكم ولاية تكساس، الممثل للحزب الجمهوري، بالسماح لقوات الجيش الفيدرالية بالوصول إلى المناطق الواقعة على طول الحدود مع المكسيك والتي يتم حظرها حاليًا من قبل ولاية تكساس.
بالتوازي، يحظى تمرد ولاية تكساس على حكومة الرئيس بايدن، اتساع دائرة المؤيدين من حكام الولايات الامريكية الاخرى. وأعلن الجمعة (2 فبراير) حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس تأييده تمرد حاكم ولاية تكساس وقرار الاخير بمنع تدفق المهاجرين غير النظاميين من المكسيك.
وقال ديسانتيس، وهو واحد من 25 حاكما جمهوريا يدعمون حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في معركته مع البيت الأبيض بشأن إجراءات أمن الحدود، لقناة "فوكس نيوز": سأكون سعيدا بإرسال بعض قوات الحرس الوطني إلى كاليفورنيا للمساعدة في الحد من الهجرة غير الشرعية".
ومؤكدا بهذا التصريح الجديد، ما سبق أنه اعلنه قبل ظهوره على قناة "فوكس نيوز" الجمعة، بأنه "سينشر ما يقرب من 1000 من جنود الحرس الوطني في ولايته إلى تكساس لوقف الغزو على الحدود الجنوبية". حسب وصفه، ما يصاعد الازمة التي تعصف بالولايات المتحدة الامريكية.
برزت الازمة الحادة إثر اختلاف إدارة حاكم ولاية تكساس، الجمهوري، غريغ أبوت مع إدارة رئيس الولايات المتحدة الامريكية، الديمقراطي، جو بايدن، في الأشهر الأخيرة بسبب العدد المتزايد من المهاجرين القادمين عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الامريكية، من المكسيك.
وبلغ الخلاف اوجه، الاسبوع الماضي، مع محاولة سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية تنفيذ قرار المحكمة العليا الأميركية بتفويض عملاء حرس الحدود الفيدراليين لإزالة الأسلاك الشائكة التي تم تركيبها تحت إشراف حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت لردع عبور المهاجرين من امريكا الشمالية.
بالتزامن، مع تصاعد التوتر بين الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الامريكية وحاكم ولاية تكساس، الجمهوري غريغ أبوت، رفض الاخير ازالة أسلاك شائكة نشرها على الحدود مع المكسيك، أو السماح للقوات الفيدرالية بالوصول اليها، متحدياً بذلك سلطة واشنطن على صعيد أمن الحدود.
وانتشر على صفحات ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لانتشار دبابات، قيل أنه "في ولاية تكساس دعماً لموقف حاكمها". وبينما زعم ناشرو الفيديو انه مصور حديثا في تكساس، شكك اخرون في الفيديو، وقالوا انه قديم يرجع الى نوفمبر 2023م وجرى تصويره في تشيلي.
في المقابل، أدى تصاعد الازمة المتواصل، وتشكل ائتلاف من 25 حاكما جمهوريا أعلنوا أنهم "يقفون داعمين ومتضامنين مع حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، في استخدام كل أداة واستراتيجية، بما في ذلك سياج الأسلاك الشائكة، لتأمين الولاية"، إلى ظهور مخاوف متنامية من تفكك الاتحاد الامريكي.
وبرز مشروع قانون لتنظيم الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية، في الآونة الأخيرة، مادة تجاذب سياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين، باعتبار أن الهجرة قضية ساخنة تستخدم في الحملات للانتخابات الرئاسية التي تقترب على الأرجح من جولة إعادة بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس جو بايدن.
يُعد حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، أحد ابرز المؤيدين علنا للرئيس السابق دونالد ترامب الذي جعل مكافحة الهجرة أحد العناوين الرئيسية لحملته الانتخابية، وقرر التمرد على إدارة الرئيس جو بايدن التي يتهمها بـ "التقاعس عمداً عن مواجهة تدفق غير مسبوق للمهاجرين على الحدود في الأشهر الأخيرة".
في السياق، تفيد تقارير السلطات المحلية لولاية تكساس بأن الولاية شهدت خلال العقدين الأولين من القرن 21 تدفقا كبيرا للمهاجرين غير النظاميين عبر الحدود مع المكسيك، التي تمتد على طول 2018 كيلومترا، ما دفع سلطاتها إلى إقامة حواجز وجدار من الأسلاك الشائكة على امتداد الحدود.
وتفيد التقارير بشأن سكان ولاية تكساس المزيج من السكان الاصليين من قبائل الاباسي (الهنود الحمر) ومهاجرين من جميع انحاء العالم، بأنه "نتج ما يقرب من نصف الزيادة السكانية عن الولادات (عدد الولادات أكثر من الوفيات) ونحو 29% نتيجة الهجرة الداخلية؛ و22% نتيجة الهجرة الدولية".
تقع ولاية تكساس جنوب غرب الولايات المتحدة الأميركية، وعاصمتها أوستن. يعيش فيها حوالي 30 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2022، وهي ثاني أكبر ولاية أمريكية من حيث الكثافة السكانية بعد كاليفورنيا وثاني أكبر الولايات مساحة بعد ألاسكا. وتتمتع باقتصاد قوي حيث تمتلك موارد طبيعية غنية.
ظلت تكساس جزءا من المكسيك عقب استقلال الاخيرة عن اسبانيا عام 1821م إلى أن أعلنت تكساس انفصالها بجمهورية مستقلة سنة 1836، بسبب الضرائب المرتفعة والتوجه لإلغاء العبودية، لكن الجمهورية لم تدم سوى 9 سنوات، حيث أعلنت رسميا الانضمام للولايات المتحدة الأميركية عام 1845.
أدت معارضة المكسيك ومناهضي العبودية، واعتبارها القوات الامريكية "غازية ومحتلة لأراض تتبعها" لاندلاع الحرب المكسيكية الأميركية، في أبريل 1846م، وتسفر عن انتصار الولايات المتحدة في فبراير 1848م، وتخلي المكسيك عن تكساس ومساحة كبيرة من اراضيها تشمل كاليفورنيا وأريزونا ونيومكسيكو حاليا.
وعقب 15 عاما، أعلنت تكساس انفصالها عن الاتحاد الامريكي إلى جانب ولايات أخرى مثل فلوريدا وجورجيا ولويزيانا، وتشكيل كونفدرالية أميركية في عام 1861، بسبب رفضها عزم الحكومة إلغاء العبودية، لأن اقتصاد الولايات الجنوبية كان يعتمد بشكل أساسي على زراعة القطن وعلى العبيد قوة عاملة رئيسية.
اشعلت هذه التطورات الحرب الأهلية الأميركية لاربع سنوات انتهت عام 1865 باستسلام القوات الجنوبية أو الكونفدرالية لجيش الاتحاد، وإلغاء العبودية رسميا بعد تعديل دستوري. ومع تصاعد الازمة بين ولاية تكساس والسلطات الاتحادية (الفيدرالية) برزت مجددا مخاوف تكرار سيناريو انفصال تكساس وولايات اخرى.
وعزز مخاوف انفصال تكساس وتفكك الاتحاد الامريكي، طلب حاكم تكساس الدعم من الولايات الامريكية التي يقودها جمهوريون، واستجابة حكام 25 ولاية واعلانهم "تقديم جميع أنواع الدعم لتكساس في حماية حدودها الجنوبية، وتعهدوا بإرسال قوات من الحرس الوطني لدعمها" ضد السلطات الاتحادية الامريكية.
يعتمد اقتصاد الولايات المتحدة الامريكية، على ولاية تكساس، فهي أكبر منتج للنفط الخام في البلاد، إذ تنتج اكثر من 40% من النفط الامريكي، وثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي، تنتج نحو 25% من الغاز الطبيعي، كما تعد مركزا لصناعة السيارات والتكنولوجيا، ويوجد فيها رابع أعلى معدل لرواد الأعمال الجدد.
كما تُعد ولاية تكساس، الأولى بين الولايات الامريكية الاثنتين وخمسين، في إنتاج طاقة الرياح، وثاني أكبر ولاية منتجة للطاقة الشمسية. وتضم أكبر شبكة مواصلات في الولايت المتحدة الامريكية، تتألف من شبكة طرقات عامة تجاوز 313 ألف ميل، و10 آلاف ميل من السكك الحديدية، و380 مطارا و16 ميناء بحريا.
ويبلغ قيمة الناتج المحلي الإجمالي لولاية تكساس حوالي 1.7 تريليون دولار، وبلغ اجمالي صادراتها 36.2 مليار دولار في نوفمبر 2023، وإجمالي إيرادات ضريبة مبيعاتها لشهر ديسمبر 2023 حوالي 4.1 مليار دولار، ليصنف اقتصاد تكساس رسميا ثامن أكبر اقتصاد في العالم، بقيمة تتجاوز 2.4 تريليون دولار.
يشار إلى أن اقتصاد ولاية تكساس سجل نموا بمعدل 7.7% خلال الربع الثالث من عام 2023. لاستثمارها في تعليم القوى العاملة، ودعمها الشركات الكبيرة والصغيرة، إذ يوجد بها أكثر من 100 من أكبر 1000 شركة عامة وخاصة في الولايات المتحدة، كما يوجد فيها 3 ملايين شركة صغيرة أخرى تدعم اقتصادها.